دخل بوريا بورسرخ عالم التلفزيون الايراني عبر مسلسل "الوفاء" التلفزيوني باعتباره وجهاً فنياً جديداً كان المشاهد الايراني لا يعرفه؛ وعلى الرغم من أن هذا الفنان الشاب كان يحمل في سجلّه الفني أدواراً لعبها فيما سبق، بيد أن مسلسل "الوفاء" تحديداً جعله يخوض غمار عالم الفن السابع ويجرّب أدواراً أخرى في مختلف الاعمال السينمائية والتلفزيونية. ان بوريا بورسرخ ومن خلال تمثيله في مسلسل "الوفاء" حالفه الحظ، حيث تم ترشيحه في العام الذي أدى دوره في "الوفاء" إلى جائزة أفضل ممثل للدور الرئيس في فيلم "اليوم الثالث" السينمائي خلال فعاليات مهرجان فجر السينمائي بنسخته الخامسة والعشرين بطهران.
أما اكثر المشاركات الفنية التي سجلها الممثل بوريا بورسرخ، فتعود الى لعبه أدواراً مختلفة في التلفزيون الايراني خطفت أنظار المشاهدين. وتمكّن بورسرخ مؤخرا من ان ينال استحسان الجمهور عبر تمثيله في كل من المسلسلين التلفزيونيين "كيميا" و"الأخ". وفيما يلي نقدم لكم مقابلة أجرتها قناة "آي فيلم" مع الفنان الشاب بوريا بورسرخ:
آي فيلم:
لنبدأ من مسلسل "كيميا" التلفزيوني، وهو اول مسلسل تلفزيوني أنتجته مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الايرانية في مئة حلقة، وتمكّن بذلك من ان يحظى باقبال واسع من قبل الجمهور. وكان من نصيبك في المسلسل أداء دور سلبي وشاركت فيه من بداية الحلقة.
بوريا بورسرخ:
في مسلسل "كيميا" تم تغيير أدوار بعض الممثلين فيه، غير أن التمثيل في دور "آرش" كان من نصيبي منذ البداية وفي الحقيقة جرى اختياري فعلاً لهذا الدور، لأنني وبادئ ذي بدء، اتفقت مع مخرج هذا المشروع التلفزيوني جواد افشار والمنتج شفیعي. دامت عملية تصوير مسلسل "كيميا" ما يقرب من عامين، وكانت هذه المرحلة من أصعب المراحل التي تجاوزناها. كان فريق العمل يضم أشخاصاً طيبين ونعمل في جوّ كان ملؤه الصداقة والمحبة والاحترام. كما حالفني الحظ في هذا المسلسل بان أؤدي دوري الى جانب ممثلين كبار متألقين بمن فيهم رضا کیانیان والممثلة القديرة عاطفة رضوي.
آي فيلم:
لو ألقينا نظرة على سجلك الفني، واتضح لنا بأن محمد رضا لطيفي كان له دور رئيس جداً في أن تتربّع على مسرح السينما والتلفزيون لتنطلق من هذه المنصة الى انجازات أخرى، غير ان "الوفاء" يعدّ نقلة نوعية في حياتك الفنية.
بوريا بورسرخ:
نعم. انا قلت دوماً وأعود لأقول مرة اخرى انني مدين الى محمدرضا لطيفي. بالطبع قبل انتاج "الوفاء" كان لي حضور في مسلسل "الفرار الكبير" التلفزيوني لمحمد رضا لطيفي وحالفني الحظ بان العب دوري الى جانب الفنان المتألق برزو ارجمند. بعد "الفرار الكبير" تمت دعوتي الى التمثيل في "الوفاء" الذي كان في وقته دخل مرحلة ما قبل التحضير، والتحقت بطاقم العمل. أتذكر اسماءً اخرى رشحت حينذاك للعب الدور في المسلسل، وكانت هناك اخبار متضاربة تتناقل بأنه لا احد يرغب في ترشيحي لتأدية الدور في المسلسل، حيث توجد اسماء اخرى اكثر مني شهرةً وصيتاً، بيد أن التقدير كان حليفي واختاروني في نهاية المطاف، وعلى ما يبدو ان لعب هذا الدور في مسلسل "الوفاء" قد كُتب لي فيما سبق.
آي فيلم:
بعد "الوفاء" وفي السنة نفسها، مثّلت في "اليوم الثالث" الذي اعتبر وما زال يعدّ من روائع الاعمال السينمائية الايرانية التي تروي أحداث الحرب التي فرضها النظام البعثي السابق في العراق على الجمهورية الاسلامية في ايران وحقبة الدفاع المقدس:
بورسرخ:
أنا شخصيا عندما أتذكر واتصفح صفحات الماضي، أظن أنه كان بإمكان أي أحد في ذلك الوقت بان يحلّ محلي ويؤدي الدور في "اليوم الثالث"، وهذا الموضوع من وجهة نظري كان يطرأ على المسلسل في زمنه. ان أداء الدور في "اليوم الثالث" بالنسبة لي كان يعجبني كثيرا ويختلف عما كنت تعودت عليه فيما سبق. لعبت دور "رضا" في هذا الفيلم ومن اللافت ان اقول لكم اني ولحد الآن احتفظ بملابس شخصية "رضا" والتي كنت ارتديها في ذلك الوقت وهي تعد من إحدى ذكرياتي الجميلة. أضف الى ذلك، انني أحب الفيلم السينمائي "العيار الـ14" لشهبازي وفي الحقيقة من دواعي سروري ان اؤدي دوراً في أعمال شهبازي، إلا أن "رضا" في "اليوم الثالث" كان يعتبر لي بمثابة تجربة حقيقية فيما يخص الرجال الذين ضحوا بانفسهم وقدّموا الغالي والنفيس في تلك الحقبة الزمنية من الحرب المفروضة. هؤلاء الرجال والابطال الذين أدوا واجبهم الديني والوطني بامتياز، وذلك من منطلق وعيهم وشعورهم واحساسهم بالمسؤولية الاجتماعية، ولله الحمد والشكر هؤلاء الابطال والرجال يتبوأون مكانة مرموقة في المجتمع وتزداد شعبيتهم بين جميع أبناء المجتمع يوما بعد يوم وعاما بعد عاماً.
آي فيلم:
ان مسلسل "ألحان النسيم" التلفزيوني للمخرج لطيفي هو الآخر من الأعمال الفنية التي أنتجتها مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الايرانية ونالت إقبالا واسعا من مشاهديه، بيد ان اكثر ما نلمسه في سجلك الفني هو أداؤك لأدوار سلبية..ماذا تقول بهذا الصدد:
بوريا بور سرخ:
معظم ادواري كانت رمادية، غير انني لعبت في المقابل أدواراً ايجابية على سبيل المثال لا الحصر مسلسل "الشكر" التلفزيوني. مسلسل "الحان النسيم" تم انتاجه على اساس سيناريو جيد، مما يجعلني اتقدم اليهم بجزيل الشكر ووافر الامتنان، ذلك ان النص و السيناريو الجيد هي من أساسيات أي عمل سينمائي او مسلسل تلفزيوني. فأظن شخصياً بأن أفضل سيناريو قرأته لحد الآن تعود الى سيناريو مسلسل "الحان النسيم" التلفزيوني. وفي الحقيقة اقول لكم في جملة واحدة ان حظي وإقبالي في التلفزيون كان اكثر من السينما.
آي فيلم:
ونختم هذا اللقاء بطرح هذا التساؤل: بأي عمل فني تشتغل هذه الايام؟
بورسرخ:
كانت لي مؤخراً مشاركة في مسلسل "بيكسل" التلفزبوني للمخرج محمد رضا لطیفي، بيد أنني لا اعرف متى سيتم عرض هذا المسلسل بالاضافة الى فيلم "خالتور" السينمائي الذي يعرض حالياً في دور السينما الايرانية، وهناك عروض اخرى وُجهت الي من قبل الزملاء والاصدقاء في التلفزيون والسينما، ولكنني لم اتوصل بعد الى نتيجة نهائية، فأفضلّ ان لا أتحدث حالياً بهذا الشأن.
ع.ا/ح.خ